لماذا تلعب الرائحة والنكهة دورًا أساسيًا في سلوك الشراء لدى العملاء
أي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن: عندما نفكّر في العوامل التي تدفع العملاء لاتخاذ قراراتهم، وأي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن، غالبًا ما نركّز على السعر أو الجودة أو العلامة التجارية. لكن هناك طبقة أعمق، غالبًا ما يُستهان بها، تؤدي دورًا قويًا في تشكيل تلك القرارات: حواسنا، ولا سيما الشمّ والتذوّق، إذ تكشف لنا كيف تجذب النكهات المزيد من العملاء.
تأثير الرائحة والنكهة على المستوى اللاواعي
قبل أن نستوعب اسم العلامة التجارية أو نقرأ الملصق، يكون الدماغ قد أصدر حكمًا أوليًا بناءً على الرائحة أو الطعم. هذا الانطباع الحسي الأول قادر على بناء الثقة، وإثارة المشاعر، وحتى استدعاء الذكريات في ثوانٍ معدودة، مما يجذب المزيد من الزبائن.
التحدي الحقيقي أمام العلامات التجارية
بينما يمكن التحكم في الهوية البصرية بدقة، تبقى الرائحة والنكهة شخصية وعاطفية ويصعب توحيدها. قد تبدو رائحة عطر ما فاخرة لشخص، بينما يشعر آخر بأنها مُرهِقة. وقد يُعتبر مشروب فاكهي منعشًا في ثقافة معينة، لكنه يبدو صناعيًا في ثقافة أخرى. النتيجة؟ فرص ضائعة للتواصل العميق مع الجمهور.
قوة العلامات التي تتقن الرائحة والنكهة
التجارية التي تنجح في هذا المجال غالبًا ما تبني أقوى الروابط العاطفية وتستقطب المزيد من العملاء. فكر في رائحة الخبز الطازج التي تجذب الناس إلى المقهى، أو في انتعاش النعناع الذي أصبح “بصمة مميزة” لمعجون أسنان معين. هذه ليست مصادفات، بل أمثلة على استراتيجية حسية ناجحة.
أي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن: الرائحة والنكهة كأدوات تسويقية قوية
في سوق اليوم المزدحم، حيث تقلّ فترات الانتباه وتزداد التوقعات، لم تعد الرائحة والنكهة مجرد خصائص للمنتج، بل أصبحت أدوات تسويقية فعّالة. فهي تؤثر في التصوّر، تبني الذاكرة، وتدفع قرارات الشراء أكثر مما تدركه معظم العلامات التجارية.
وفي الأقسام التالية، سنتعمّق في تحليل ما يجعل بعض الروائح والنكهات أكثر جاذبية من غيرها، وكيف تتغيّر التفضيلات عبر الثقافات والصناعات، وما الذي يمكن أن تفعله العلامات التجارية لتوظيفها بشكل أكثر استراتيجية وصدق، وأي النكهات قادرة على جذب المزيد من العملاء.
أي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن: الروائح والنكهات التي تأسر الدماغ وتجذب المزيد من العملاء: منظور علمي
من السهل أن نفترض أننا نحب بعض الروائح أو النكهات لمجرد أنها “رائحة طيبة” أو “طعم لذيذ”. لكن في الواقع، انجذابنا إلى تجارب حسية معيّنة أعمق بكثير، ويمتد إلى كيفية تشكّل الدماغ نفسه.
الرائحة: الحاسة الأكثر ارتباطًا بالعاطفة والذاكرة
الرائحة هي الحاسة الوحيدة المتصلة مباشرة بالجهاز الحوفي في الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن المشاعر والذاكرة. لهذا السبب، يمكن لنفحة واحدة من عطر معيّن أن تنقلك فورًا إلى ذكرى من الطفولة، أو إلى مكان زرته سابقًا، أو حتى إلى شخص لم تره منذ سنوات. هذه القوة العاطفية لا يمكن لأي شعار أو عبارة تسويقية أن تحاكيها.
النكهات: بوابة إلى نظام المكافأة في الدماغ
تعمل النكهات بطريقة مشابهة. ورغم أنها قد لا تستدعي الذكريات بشكل مباشر مثل الرائحة، إلا أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنظام المكافأة في الدماغ. النكهات الحلوة، الكريمية، الحارة أو الحمضية تُفعّل مشاعر المتعة والرضا. لهذا السبب، تمتلك الأطعمة المريحة (Comfort Foods) قوة عاطفية هائلة، إذ يتذوّقها الإنسان كرمز للأمان، والبيت، والحنين.
المشكلة
غالبًا ما تتجاهل العلامات التجارية هذه الاستجابات الحسية العميقة، وتعتمد بدلًا من ذلك على الاتجاهات العامة وما هو “رائج” في السوق، وتنسى أن العملاء لا يبحثون فقط عمّا هو شائع، بل عمّا “يشعرون” أنه مناسب لهم. النكهة التي تستحضر ذكرى شخصية أو ثقافية سيكون لها دائمًا تأثير أكبر من نكهة تُختار لمجرد ملء خانة في قائمة النكهات، وهي ما يجذب المزيد من العملاء.
فما الحل؟

فكّر بما يتجاوز ملاحظات النكهة: فكّر في الروابط العاطفية
لا تكتفِ بالشيوع: بدلًا من السؤال “ما الرائج؟” اسأل “ما الذي سيجعل عملاءنا يشعرون بشيء؟”
استخدم السرد لتأطير النكهة
ضع النكهة في سياق عاطفي: فالفانيلا ليست مجرد فانيلا؛ قد تكون “فانيلا دافئة من مطبخ الجدة” أو “حبة فانيلا مبردة من مقهى راقٍ”. إن السياق العاطفي يغيّر تلقّيها.
اختبر مع أشخاص حقيقيين لا مع البيانات وحدها
اختبارات حسية في بيئات واقعية: تمنحك فهمًا أعمق لكيفية استجابة الناس عاطفيًا لما يتذوقونه ويشمّونه.
خلاصة
الروائح والنكهات التي تجذب الدماغ هي تلك التي تتصل بالقلب. العلم يثبت ذلك، والعلامات التجارية الناجحة تتبنّيه ليس فقط لإرضاء الذوق، بل لبناء روابط عاطفية دائمة وإثبات أن بعض النكهات يمكنها جذب المزيد من العملاء.
أي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن: کل صناعة تتحدث لغتها الخاصة في عالم النكهات: كيف تتغيّر التفضيلات عبر القطاعات
عندما يتعلق الأمر بالرائحة والنكهة، لا يمكن اعتماد صيغة واحدة تناسب الجميع. فلكل صناعة لغتها العاطفية الخاصة، ومجموعة من التوقعات والارتباطات والإشارات الحسية التي تؤثر في كيفية استجابة العملاء لما يشمّونه أو يتذوّقونه. إن فهم هذا الاختلاف هو ما يميّز المنتجات العادية عن تلك التي تبقى راسخة في الذاكرة.
قطاع الأغذية والمشروبات: هل تجذب النكهات المبتكرة أم المألوفة عددًا أكبر من العملاء؟
في هذا القطاع، يواجه المنتجون معضلة أساسية:
- النكهات المبتكرة: تثير الفضول وتمنح إحساسًا بالتجديد والتميّز، وقد تجذب العملاء الباحثين عن تجربة جديدة أو مغامرة حسية غير مألوفة.
- النكهات المألوفة: تمنح شعورًا بالراحة والاطمئنان، وتستحضر ذكريات الطفولة أو لحظات اجتماعية محببة، مما يجعلها خيارًا آمنًا لجذب قاعدة واسعة من المستهلكين.
النجاح غالبًا يكمن في المزج بين الاثنين: تقديم نكهة مألوفة بلمسة مبتكرة، أو صياغة تجربة جديدة تُحاكي إحساسًا عاطفيًا قديمًا. بهذه الطريقة، تستطيع العلامات التجارية أن تجمع بين الثقة والفضول، وتضمن جذب المزيد من العملاء.

في قطاع الأغذية والمشروبات: النكهة بين الراحة والفضول
يجب أن تحقق النكهة توازنًا دقيقًا بين الطمأنينة والابتكار. فالمستهلكون يريدون منتجات تمنحهم الثقة، مثل النكهات المألوفة كالفانيلا أو الحمضيات أو الشوكولاتة، لكنهم أيضًا يتوقون إلى التجديد حين يُقدَّم بشكل صحيح. الفواكه الفريدة، اللمسات الزهرية، أو النكهات الحارة يمكن أن تثير الحماس، شرط أن تكون ذات صلة ثقافية وألا تبتعد كثيرًا عمّا يعرفه الناس. الإفراط في الجرأة قد يؤدي إلى ارتباك أو رفض، بينما الإفراط في الأمان قد يجعل المنتج يضيع وسط الضجيج.
✅ الحل: امزج بين نغمة مبتكرة وأخرى مألوفة. مثلًا: باشن فروت مع الليمون، زعفران مع الفانيلا، أو الكركديه مع العسل. هكذا يلتقي الابتكار بالراحة في منتصف الطريق، وتنجذب المزيد من الجماهير.
مستحضرات التجميل والعناية الشخصية: روائح تُشير إلى النظافة والأمان والفخامة
في هذا القطاع، الرائحة عاطفية بامتياز. فهي ليست مجرد “رائحة طيبة”، بل شعور بالنظافة والثقة والدلال. كريم ذو رائحة قوية قد يبدو صناعيًا أو مُرهِقًا، بينما شامبو بلا رائحة قد يُعتبر “رخيصًا” أو غير فعّال. وتختلف التصورات باختلاف الثقافات: ففي اليابان قد تعني “الرائحة النظيفة” نفحات منعشة مائية، بينما في الشرق الأوسط قد تشمل المسك والنغمات الزهرية.
✅ الحل: طابق الرائحة مع وعد المنتج. للترطيب: استخدم نفحات زهرية منعشة أو الألوفيرا. لمكافحة الشيخوخة: اختر العنبر الدافئ أو الورد الناعم. هنا تكمن القوة في الرقة.
العطور: فن السرد العاطفي عبر النغمات
في عالم العطور الفاخرة، تتحول الرائحة إلى رحلة. النغمات العليا (الانطباع الأول)، النغمات الوسطى (التجربة الأساسية)، والنغمات القاعدية (الذاكرة الطويلة الأمد) يجب أن تكون في انسجام. هذا القطاع هو الأكثر عاطفية وارتباطًا بالهوية، حيث يبحث العملاء عن شيء “يشبههم”. أي خلل في التوازن أو اعتماد مفرط على الصيحات قد يجعل العطر قابلًا للنسيان.
✅ الحل: ركّز على السرد. ما القصة التي يرويها العطر؟ استخدم الطبقات بحكمة. واحرص دائمًا على اختبار المنتج مع الفئة المستهدفة، لا مع خبراء داخليين فقط.
التبغ والشيشة: تركيبات جريئة لجيل جديد
في عالم الشيشة والتبغ، النكهات ليست مجرد تدخين، بل تجربة. النكهات تعبّر عن المزاج والهوية والانتماء. فالمستهلكون الشباب غالبًا ما يبحثون عن خلطات جريئة، فاكهية أو مستوحاة من الحلويات، بينما يفضّل الأكبر سنًا الكلاسيكيات مثل النعناع أو التفاح. التحدي هو تحقيق التوازن: جريئة بما يكفي لإثارة الحماس، وناعمة بما يكفي للاستمتاع.
✅ الحل: ابتكر بحذر. امزج النكهات الرائجة (مثل موهيتو التوت الأزرق أو العنب السكّري) مع قواعد ثابتة كالنعناع أو الحمضيات أو التوابل لضمان جاذبية واسعة.
معطّرات الجو والأجواء: روائح تُشكّل المكان
سواء في ردهة فندق، متجر تجزئة، أو ناشر منزلي، فإن الروائح البيئية تهدف إلى إدارة الفضاء والمزاج. يجب أن تكون هذه الروائح مرحّبة، نظيفة، ومتوافقة مع العلامة التجارية، دون أن تكون متطفلة. والتحدي هنا تقني أيضًا: يجب أن تنتشر الروائح جيدًا، وتدوم بالقدر المناسب، وتؤدي أداءً ثابتًا عبر أحجام الغرف أو المناخات المختلفة.
✅ الحل: اعتبر الرائحة أداة تسويقية. مزيج اللافندر مع الأرز قد يناسب منتجعًا صحيًا، بينما الحمضيات مع النعناع تناسب صالة رياضية. صمّم الرائحة بما يتماشى مع المكان والعاطفة المراد إحداثها.
الخلاصة
بغضّ النظر عن القطاع، يبدأ تصميم النكهة والرائحة الناجح بالتعاطف، أي بفهم كيف يريد العملاء أن يشعروا عند استخدام المنتج. ففي نهاية المطاف، الناس لا يتذكرون فقط ما شمّوه أو تذوّقوه، بل يتذكرون كيف جعلهم ذلك يشعرون.
أي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن: الروائح والنكهات التي تجذب العملاء حقًا (مع أمثلة)

ليس كل رائحة أو نكهة قادرة على إحداث الأثر المطلوب. ما ينجح فعلًا هو ما يلامس العاطفة ويثير الذاكرة ويمنح إحساسًا بالثقة أو التفرّد. فيما يلي بعض الأمثلة العملية عبر قطاعات مختلفة:
🍫 الأغذية والمشروبات
- الفانيلا مع الزعفران: مزيج يجمع بين الراحة والترف، يجذب العملاء الباحثين عن الطمأنينة مع لمسة فاخرة.
- الليمون مع الباشن فروت: يوازن بين الانتعاش المألوف والفضول الاستوائي، فيثير الحماس دون ابتعاد عن المألوف.
- الشوكولاتة الداكنة مع التوت: تمنح إحساسًا بالمتعة والرفاهية، وتستحضر ذكريات الحلوى المنزلية.
🌸 مستحضرات التجميل والعناية الشخصية
- الألوفيرا مع نفحات زهرية منعشة: تعكس وعد الترطيب والنظافة، وتمنح شعورًا بالانتعاش الطبيعي.
- العنبر الدافئ مع الورد الناعم: يربط المنتج بفكرة العناية الفاخرة ومكافحة الشيخوخة.
🌹 العطور الفاخرة
- نفحات عليا من الحمضيات، قلب زهري، قاعدة خشبية: رحلة متكاملة تمنح هوية شخصية مميزة، وتبني ذاكرة طويلة الأمد.
- مثال: عطر يبدأ بانتعاش البرغموت، يتوسطه الياسمين، ويستقر على خشب الصندل.
🍏 التبغ والشيشة
- تفاح مزدوج مع نعناع: كلاسيكي محبوب عبر الثقافات، يمنح توازنًا بين الانتعاش والعمق.
- موهيتو التوت الأزرق مع قاعدة حمضية: يجذب الجيل الجديد الباحث عن نكهات جريئة، مع الحفاظ على أساس مألوف.
🏨 معطّرات الجو والأجواء
- لافندر مع خشب الأرز: مثالي لمنتجعات صحية، يبعث على الاسترخاء والطمأنينة.
- حمضيات مع نعناع: يناسب الصالات الرياضية أو المساحات النشطة، يعكس الحيوية والنظافة.
الخلاصة
الروائح والنكهات التي تجذب العملاء حقًا ليست مجرد “رائحة طيبة” أو “طعم لذيذ”، بل تلك التي تخلق رابطًا عاطفيًا. سواء كانت ذكرى من الطفولة، إحساسًا بالفخامة، أو وعدًا بالنظافة، فإن النجاح يكمن في المزج بين المألوف والمبتكر، بين العقل والعاطفة.
أي النكهات تجذب عددًا أكبر من الزبائن: علم نفس الأسماء والألوان في النكهات والروائح

الأسماء والألوان ليست مجرد تفاصيل سطحية في عالم النكهات والروائح، بل هي عناصر نفسية قوية تؤثر في إدراك المستهلكين، وتشكّل الطريقة التي يتفاعلون بها مع المنتجات.
📝 قوة الأسماء
- الأسماء تبني التوقعات: اسم مثل “نعناع منعش” يهيّئ الدماغ لتجربة باردة ونظيفة، بينما “عسل دافئ” يثير شعورًا بالراحة والحنان.
- الأسماء تخلق هوية: النكهة أو الرائحة التي تحمل اسمًا قصصيًا أو عاطفيًا تصبح أكثر رسوخًا في الذاكرة. مثال: “فانيلا الجدة” مقابل “فانيلا كلاسيكية”.
- الأسماء تؤثر في الثقة: الأسماء العلمية أو الدقيقة (مثل “زيت اللافندر الطبيعي”) تمنح إحساسًا بالمصداقية، بينما الأسماء الغامضة قد تثير الشك أو الفضول.
🎨 تأثير الألوان
- الألوان تثير المشاعر: الأزرق يوحي بالانتعاش والنقاء، الأحمر يثير الحماس والشغف، الأخضر يعكس الطبيعة والصحة.
- الألوان تغيّر إدراك الطعم: دراسات علمية أثبتت أن اللون يمكن أن يجعل النكهة تبدو أكثر حلاوة أو أكثر حموضة حتى دون تغيير التركيبة.
- الألوان تبني هوية العلامة: عبوة بلون ذهبي توحي بالفخامة، بينما الأبيض يوحي بالنظافة والبساطة.
🧠 التفاعل بين الاسم واللون
عندما يتكامل الاسم مع اللون، تتعزّز الرسالة العاطفية. مثلًا:
“ليمون مشرق” مع عبوة صفراء → يعكس الانتعاش والطاقة.
“مسك فاخر” مع عبوة سوداء أو ذهبية → يوحي بالفخامة والعمق.
“نعناع ثلجي” مع عبوة زرقاء فاتحة → يثير إحساسًا بالبرودة والنقاء.
الخلاصة
الأسماء والألوان ليست مجرد أدوات تسويقية، بل هي لغات نفسية تُترجم إلى مشاعر وتجارب حسية. عندما تُصمَّم بعناية لتنسجم مع النكهة أو الرائحة، فإنها لا تجذب العملاء فحسب، بل تخلق روابط عاطفية طويلة الأمد تجعل المنتج جزءًا من هوية المستهلك.
النكهات الإقليمية والثقافية: مذاق عالمي واحد لا يكفي الجميع

عندما نتحدث عن النكهات والروائح، لا يمكن فرض “مذاق عالمي موحّد” على جميع الأسواق. فالتفضيلات الحسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة، الهوية، والعادات الغذائية والاجتماعية، مما يجعل كل منطقة من العالم تتحدث لغتها الخاصة في عالم الطعم والرائحة.
🌍 أوروبا
تميل إلى النكهات الكلاسيكية والمتوازنة مثل الفانيلا، الشوكولاتة الداكنة، والحمضيات.
الروائح الزهرية والخشبية شائعة في العطور، تعكس الفخامة والرصانة.
🕌 الشرق الأوسط
ينجذب المستهلكون إلى النكهات الغنية والدافئة مثل التفاح المزدوج في الشيشة، الزعفران، والتمر.
الروائح الممزوجة بالمسك والعنبر والورد تعكس الفخامة والهوية الثقافية.
🗾 شرق آسيا
تفضيلات تميل إلى الانتعاش والخفة مثل الشاي الأخضر، اليوزو، والكمثرى الآسيوية.
الروائح المائية والنظيفة شائعة في منتجات العناية الشخصية، تعكس مفهوم النقاء.
🇺🇸 أمريكا الشمالية
انجذاب قوي إلى النكهات المبتكرة والجريئة مثل الكراميل المملح، الفواكه الاستوائية، أو المزج بين الحلو والحار.
الروائح المنعشة (كالنعناع والحمضيات) شائعة في منتجات العناية اليومية، تعكس الحيوية والطاقة.
🇮🇳 جنوب آسيا
النكهات التوابلية القوية مثل الهيل، الزنجبيل، والكاري تهيمن على المطبخ.
الروائح الدافئة كالخشب والبهارات تُستخدم في العطور لتعكس العمق الروحي والثقافي.
الخلاصة
النكهات والروائح ليست مجرد خصائص حسية، بل هي رموز ثقافية تعكس الهوية والانتماء. ما ينجح في سوق معيّن قد يفشل في آخر، لأن المستهلكين لا يبحثون فقط عن الطعم أو الرائحة، بل عن التجربة التي تتناغم مع ثقافتهم وذاكرتهم.
من الاختبار إلى الإنتاج: كيف تُنشئ نكهة تجذب العملاء حقًا

إن تطوير نكهة ناجحة لا يبدأ من خطوط الإنتاج، بل من فهم عميق للسلوك الحسي والعاطفي للمستهلكين. العملية تمر بعدة مراحل مترابطة، كل منها يضمن أن النكهة النهائية ليست مجرد طعم، بل تجربة كاملة تجذب العملاء وتبني ولاءً طويل الأمد.
🧪 المرحلة الأولى: البحث والاختبار
- دراسة السوق: تحليل الاتجاهات العالمية والإقليمية لمعرفة ما يثير اهتمام المستهلكين.
- اختبارات حسية أولية: تقديم عينات صغيرة لمجموعات متنوعة من الأشخاص لقياس ردود الفعل العاطفية والذوقية.
- التركيز على التوازن: المزج بين المألوف (كالحمضيات أو الفانيلا) والمبتكر (كالزعفران أو الفواكه الاستوائية).
👩🔬 المرحلة الثانية: التطوير العلمي
- صياغة دقيقة: استخدام خبراء النكهات والكيمياء لضبط النسب والروائح بحيث تكون متناسقة ومستقرة.
- التحقق من الجودة: التأكد من أن النكهة تحافظ على ثباتها عبر ظروف مختلفة (حرارة، تخزين، وقت).
- السلامة والامتثال: ضمان مطابقة النكهة للوائح المحلية والدولية الخاصة بالسلامة الغذائية أو العطرية.
🏭 المرحلة الثالثة: الإنتاج التجريبي
- تصنيع على نطاق صغير: إنتاج دفعات محدودة لاختبار الأداء في بيئات واقعية.
- اختبارات المستهلكين الميدانية: تقديم المنتج في متاجر أو فعاليات محددة لمعرفة ردود الفعل الفعلية.
- جمع البيانات: تحليل الملاحظات، معدلات الشراء، والتفضيلات الثقافية.
🚀 المرحلة الرابعة: الإطلاق التجاري
- التسويق الحسي: إبراز القصة وراء النكهة (مثلاً: “فانيلا دافئة من مطبخ الجدة” أو “حمضيات منعشة من بستان متوسطي”).
- التعبئة والتغليف: استخدام الألوان والأسماء التي تعزز التجربة العاطفية.
- التوسع التدريجي: إطلاق النكهة في أسواق محددة أولًا، ثم التوسع عالميًا مع مراعاة التفضيلات الثقافية.
الخلاصة
إن إنشاء نكهة تجذب العملاء حقًا هو رحلة تبدأ بالبحث العاطفي والعلمي، تمر عبر الاختبار الواقعي، وتنتهي بإنتاج متقن مدعوم بسرد قصصي وتسويق حسي. النكهة الناجحة ليست مجرد طعم، بل تجربة كاملة تجعل المستهلك يتذكر كيف شعر عند تذوّقها أو شمّها.
الخاتمة: مزيج الإبداع، وفهم السوق، والجودة

ان النجاح في عالم النكهات والروائح لا يقوم على عنصر واحد فقط، بل هو نتاج مزيج متكامل من ثلاثة محاور رئيسية:
- الإبداع: القدرة على ابتكار تجارب حسية جديدة، تمزج بين المألوف والجديد، وتثير فضول المستهلكين دون أن تفقدهم الشعور بالراحة.
- فهم السوق: قراءة دقيقة للتوجهات العالمية والإقليمية، واستيعاب الفوارق الثقافية والنفسية التي تحدد ما يجذب العملاء في كل منطقة أو قطاع.
- الجودة: ضمان الاتساق، السلامة، والامتثال للمعايير، بحيث يشعر المستهلك أن المنتج ليس مجرد تجربة عابرة، بل قيمة يمكن الوثوق بها.
الرسالة الأساسية
عندما تجتمع هذه العناصر الثلاثة، يصبح المنتج أكثر من مجرد نكهة أو رائحة؛ إنه قصة عاطفية وتجربة حسية تبني علاقة طويلة الأمد بين العلامة التجارية والمستهلك.
هذا هو الطريق نحو منتجات لا تُنسى، تجذب العملاء وتبقى في ذاكرتهم، لأنهم لا يتذكرون فقط ما تذوقوه أو شمّوه، بل يتذكرون كيف جعلهم ذلك يشعرون.
